قطر شريك أساسي ومؤسس للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش
أكد مسؤول رفيع في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أن قطر شريك إستراتيجي ومؤسس للتحالف، مشيراً إلى أن الدعم الذي قدمته حكومة قطر للتحالف في الماضي والدعم الذي ستقدمه في المستقبل.
وأضاف أن مذكرة التفاهم الذي وقعتها قطر مع الولايات المتحدة أدت لتعزيز تبادل المعلومات وزيادة فرص التدريب المشتركة بين البلدين.
وقال العقيد مايلز بي. كاجينز الثالث بالجيش الأمريكي ومدير الشؤون العامة، والناطق باسم التحالف الدولي وقوة المهام المشتركة (عملية العزم الصلب) في تصريح خاص لـ"لوسيل" على هامش الإيجاز الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية لمناقشة تطورات الحملة لهزيمة داعش في العراق وسوريا، إن قطر هي عضو مؤسس في التحالف الدولي لمكافحة "داعش"، كما أنها شريك أساسي في جهودنا لضمان
هزيمتهم باستمرار، فالتحالف الدولي المُكَوَّن من 82 عضوًا لهزيمة التنظيم بما في ذلك قطر، سيستمر في العمل على أنه يد واحدة وبالتزام ثابت تجاه جهوده الشاملة في العراق وسوريا، وسيستمر على الصعيد العالمي في رفض طموحات تنظيم الدولة الإسلامية وأنشطة فروعه وشبكاته حتى تمام العمل. وبالنسبة لمساهمات بعينها، نودُ لفت نظركم لحكومة قطر وما قدمته من دعم في الماضي للتحالف وكذلك أي مساهمات مستقبلية قد تكون جديرة بالنظر.
مكافحة الإرهاب
وأضاف المتحدث باسم التحالف الدولي أن قطر والولايات المتحدة وَقَّعَتا على مذكرة تفاهم ثنائية لمكافحة الإرهاب في يوليو 2017 لتعميق التعاون لمكافحة الإرهاب، فتنفيذ قطر لمذكرة التفاهم قد أدى لتعزيز تبادل المعلومات، وتحسين المجالين التشريعي والملاحقة القضائية، وزيادة المشاركة في فرص التدريب المشتركة.
وتابع: وبناءً على نجاح مذكرة التفاهم، أجرت كل من الولايات المتحدة وقطر حوارًا سنويًا لمكافحة الإرهاب، وكان الحوار الأخير بتاريخ 12 نوفمبر 2019 حيث تألَّف من أربع جلسات تضمنت نقاشات حول: التهديدات الإقليمية والشراكات الدولية، وقوانين مكافحة غسل الأموال/ مكافحة تمويل الإرهاب، والامتثال للعقوبات، وتبادل المعلومات وأمن الطيران، وأمن كأس العالم لكرة القدم المقرر إقامتها في قطر عام 2022. كان اللقاء إيجابيًا وبناء، فقد جدد كلا الجانبين التزامهما المشترك تجاه الشراكة الإستراتيجية الحالية بشأن مكافحة الإرهاب، وتجاه استمرار التعاون حول مكافحة الإرهاب وتمويل الأنشطة الإرهابية.
العزم الصلب
إلى ذلك الجنرال روبرت وايت قائد قوة المهام المشتركة (عملية العزم الصلب)، من وزارة الدفاع الأمريكية خلال الإيجاز الصحفي من وزارة الدفاع الأمريكية لمناقشة تطورات الحملة لهزيمة داعش في العراق وسوريا إن هناك جنودا من أكثر من 30 دولة مساهمة عسكريا يعملون ضمن شراكة مع قوات الأمن العراقية وقوات سوريا الديمقراطية لتحقيق هدفنا المشترك المتمثل بالهزيمة الدائمة لداعش. نعمل أيضا مع منظمات دولية عدة مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومبعوثنا الخاص لمواجهة داعش من الولايات المتحدة والصليب الأحمر الدولي ومنتدى شمال شرق سوريا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للمساعدة في إرساء الاستقرار وتقديم المساعدات الإنسانية وعمليات السجناء والجهود مع النازحين داخليا.
وأضاف أن تنظيم داعش كان يسيطر على حوالي 110 آلاف كيلو متر مربع قبل تشكيل التحالف في العام 2014، وكانت مناطقه تشمل الرقة والموصل والرمادي والفلوجة. كان يتواجد في تلك المنطقة حوالي 40 ألف مقاتل إرهابي. كانت تلك ذروة التنظيم وتمكن شركاؤنا في العراق وسوريا مذاك الحين حتى اليوم من تحرير حوالي 8 ملايين شخص من حكم داعش بدعم من التحالف. لم يعد تنظيم داعش يسيطر اليوم على أي أراض ويستكمل شركاؤنا مواجهة تهديده بقوة في العراق وسوريا.
تحديات كبيرة
ونوه الجنرال وايت إلى أن المنطقة التي يعملون فيها ما زالت معقدة إلى حد مذهل وتمثل تحديات كبيرة. واضطرت عملية العزم الصلب إلى التعامل مع عدد من الأحداث في سوريا العام الماضي، وتعرضت عملية العزم الصلب في العراق إلى التهديد من مجموعات ميليشياوية ومارقة مدعومة من إيران بعد قتلهم لأربعة من أعضاء التحالف، كما تعاملت مع تأخر تشكيل الحكومة الذي نشهد بشأنه بعض التقدم الإيجابي حالياً ومع تحدي العمل في ظل وباء عالمي. وعلى الرغم من كل ذلك، شهدنا نجاحات ملحوظة في المعركة ضد داعش خلال الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك مقتل أبو بكر البغدادي.
ألف عملية مستقلة
أجرت قوات الأمن العراقية منذ بداية العام أكثر من ألف عملية أرضية مستقلة وضربات جوية دقيقة عدة ضد داعش بواسطة سلاحها الجوي. وقامت قوات سوريا الديمقراطية باعتقال أو قتل عناصر من تنظيم داعش وأمراء سابقين لشؤون المالية والصحة، كما فككت شبكات تهريب كثيرة. وتواصل أيضا اعتقال آلاف من عناصر التنظيم وإبقائهم بعيدين عن ساحة المعركة، بمن فيهم مقاتلون إرهابيون أجانب من أكثر من 50 دولة.
خصص التحالف من خلال تمويل التدريب والتجهيز بغرض مكافحة الإرهاب شاحنات مدرعة وأسلحة ودروع واقية للبدن ومعدات هندسية ثقيلة ورواتب مشروطة بقيمة تتخطى الأربعة مليارات دولار، وذلك بغية مساعدة شركائنا في العراق وسوريا على مواصلة تفوقهم التكتيكي ضد داعش. ويبقى التحالف مستعدا لاستكمال توجيه قوات الأمن العراقية عندما ترفع الحكومة العراقية القيود التي فرضتها لتوقف كافة أعمال التدريب بشكل مؤقت بالنظر إلى وباء كوفيد-19.
وشدد على أن التحالف سيواصل شراكته في العراق وسوريا لهزيمة داعش ونواصل التقديم للمعدات والرواتب بشكل مشروط. كما قد يتولى حلف شمال الأطلسي (الناتو) دورا بارزا أكثر في تطوير القوات الشريكة أكثر من جهودها الحالية الرامية لبناء المؤسسات.
فيروس كورونا
في رده حول سؤال عن أثر فيروس كورونا على أعمال داعش قال الجنرال وايت، إن فيروس كوفيد-19 قد أثر على الجميع في مختلف أنحاء العالم على ما أظن. كانت ردة فعلي سريعة جدا بعد أن رأيت ما كان يحصل في مختلف أنحاء العالم واتخذت قرار الإغلاق الكامل وحماية قواتنا والعراقيين. سأتحدث أولا عن القوات الأمريكية وعمليات التناوب. لقد اطلعتم على التقارير الصادرة عن وزارة الدفاع، وقد أوقف وزير الدفاع حركة الإضافات والوحدات الفردية في مختلف أنحاء العالم ثم حدد بعض الشروط لتحرك هذه الإضافات والوحدات الفردية.
وأضاف: يمكن تبرير هذه التحركات كاستثناء لهذه السياسة، ولا شك أنه ثمة ظروف واحتياطات مرتبطة بذلك. إذن لو احتجت إلى نقل وحدة من الولايات المتحدة إلى العراق، لوجب اتخاذ سلسلة من الاحتياطات الصحية وفرض العزل الصحي والفحوصات قبل أن يستقلوا الطائرة إلى هنا، كما عليهم استيفاء شروط الدولة التي يصلون إليها قبل أن أتمكن من استقبالهم.
ونوه إلى أن تطبيق حظر التجوال في العراق ساهم في تقييد قدرة العدو على التحرك في الظاهر إذ كان ذلك واضحا جدا حتى في ساعات الظلام. أنت تخالف حظر التجول إذا كنت تتحرك وتصبح هدفا سهلا جدا، لذا أخال أن ذلك مثل تحديا بالنسبة إلى التنظيم أيضا. لقد أدى ضعف القدرات والتحديات التي مثلتها البيئة والقوات الشريكة التي كانت تمارس ضغطا مستمرا عليهم إلى ما شهدتموه على مدى الأشهر الخمسة أو الأربعة والنصف الأخيرة من هذا العام.

ليست هناك تعليقات